من يكسب صدام العمالقة !
أزاحت بطولة كاس أفريقيا 2012 عن الستار وأطلقت شرارة المنافسة بين 16 منتخبنا يسعون للفوز باللقب الـ28، وبانتظار معرفة هوية البطل، لا بد وأن الترقب سيكون سيد الموقف لحظة المواجهات الحاسمة في الأدوار الإقصائية ، لكن لعل القرعة جعلت من تواجد منتخبين كبيرين ومرشحين للفوز باللقب أمرا يضاعف المتعة المنتظرة. المجموعة الثالثة باتت أكثر المجموعات إثارة نظرا لتواجد منتخبي المغرب وتونس رفقة صاحب الأرض "الجابون". هذين الفريقين حضرا للمسرح الأفريقي مصحوبين بترشيحات واقعية للمنافسة بجدية على اللقب القاري الكبير، ولكن عليهما أولا اجتياز حاجز الدور الأول، وفي مجموعة لا تعترف بالتاريخ أو الأسماء، ستكون المواجهة الأولى لهما ما يشبه "النهائي" المبكر بينهما.
ساعات قليلة ويتواجه المنتخبان الكبيران في "صدام العمالقة"، ورغم أن المنافسة في بدايتها لكن المباراة ستحمل في طياتها الكثير من الخصوصية التي تغلف لقاءات الجيران، خصوصا وأن هناك مواجهات تاريخية قد تلقي بظلالها على أجواء اللقاء المباراة، فكيف ستأتي وإلى من ستؤول الغلبة في النهاية ؟
ذكريات وتاريخ
لعل أبرز ما تعيده الذاكرة قبل هذا "الصدام" المنتظر، تلك المواجهة النهائية التي جمعتهما على ملعب رادس في ختام النسخة الـ24 في العام 2004. لم تفز تونس من قبل باللقب، وقد ضاعت عليها فرصة النيل منه عندما استضافت بطولة 1994 ثم بخسارتها لنهائي بطولة 1996 أمام جنوب أفريقيا، كان لابد لتونس أن تحقق الطموح وتقبض على اللقب في فرصة قد لا تلوح قريبا. تخطى نسور قرطاج كل العوائق الصعبة في تلك البطولة ، وبقي الحاجز الأخير في المواجهة النهائية، أمام الجار والمنافس العنيد منتخب المغرب ، افتتح دوس سانتوس باب التسجيل بوقت مبكر، ولكن "أسود الأطلسي" عادوا بالتعادل عبر يوسف مختاري ، إلاّ أن زياد الجزيري منح بلاده هدف الفوز باللقب الأول في تاريخ البطولة.
سبق للفريقين أن تواجها في كثير من المناسبات لكن تظل بطولة كاس أفريقيا وتصفيات كأس العالم هي الأهم لدى الفريقين نظرا لخصوصية التنافس فيهما. جمعت البطولة القارية المنتخبين في ثلاث مناسبات من قبل ، كانت الأولى في البطولة الـ11 ضمن المجموعة الثانية وانتهت على وقع التعادل 1-1، فيما كانت الثانية في البطولة الـ22 بالمجموعة الرابعة وانتهت على ذات الإيقاع لكن التعادل كان سلبيا ، فيما كانت الثالثة في النهائي الشهير في بطولة الـ24 وانتهى تونسيا 2-1.
أما في تصفيات كأس العالم فقد لعبا في 6 مواجهات، انتهت جميعها بالتعادل، لكن تونس كانت المستفيدة عندما تأهلت لنهائيات المونديال في بطولتي "2002 و2006"، فيما لم يحرم أي منهما الآخر من بلوغ نهائيات أفريقيا 2002 رغم أن تصفيات تلك البطولة شهدت تفوقا مغربيا في كلا اللقائين.
مواجهة رفيعة المستوى
عادة ما ينال الفريقان نسبة طيبة من الترشيحات ، نظرا لتاريخهما الكبير وللعناصر التي يضمهما ، لكن في النسخ الثلاث الأخيرة لم يترجما أقل القليل منها ، إذ لم يتمكنا من بلوغ نصف النهائي ، بل أن المغرب لم تتمكن من بلوغ النهائيات الأخيرة في أنجولا!
لكن الترشيحات التي نالها المنتخبين هذه المرة تبدو في محلها ويمكن القول أنها أقرب للواقع ، نظرا لعدة أسباب أهمها تواجد عناصر مميزة في كلا القائمتين ، حيث يملكان عناصر فاعلة تنشط في البطولات الأوروبية وكسبت الخبرات اللازمة لمقارعة أقرانهم من نجوم بقية المنتخبات المرشحة. أضف إلى ذلك الأداء المثالي الذي قدمه المنتخب المغربي في التصفيات والذي شهد فوزا كبيرا على الجزائر برباعية كاملة ، لتنهي التصفيات متصدرة دون عناء. فيما يتسلح المنتخب التونسي بانتصاره بلقب كأس أفريقيا للمحليين 2010 بقيادة ذات المدرب سامي الطرابلسي، على أن يستفيد الفريق من فوز الترجي بلقب دوري أبطال أفريقيا وتواجد الأفريقي في نهائي كأس الإتحاد للموسم المنتهي ، وربما من عامل "الحظ" الكبير الذي منحه ورقة الترشح في اللحظات الأخيرة من التصفيات للبطولة الحالية.
رغبة الفوز
يدرك الفريقان أن الفوز في اللقاء الإفتتاحي يمثل نصف الطريق نحو التأهل للدور ربع النهائي ، ليضيف ذلك لأهمية كسب مواجهة "الجيران" وإثبات قوة أحدهما على الآخر ، وهو ما يدور بالفعل في أروقة المعسكرين ، اللذين تحدثا بأهمية عن هذا اللقاء الكبير. ولعل أكثر من يعبر عن ذلك هو البلجيكي إيريك جيريتس مدرب منتخب المغرب الذي وصف اللقاء قائلا: "بكل تأكيد إنها قمة البطولة بالنظر إلى قيمة ومستوى المنتخبين ولكن يصعب التكهن بنتيجتها. إنها مباريات دربي ولا تخضع لأي حسابات أو تكهنات ، أعتقد بأن المنتخب الذي سيكون سباقاً إلى التسجيل يملك فرصه كبيرة لكسب النقاط الثلاث."
ولا تختلف وجهة نظر المدرب التونسي سامي الطرابلسي كثيرا، فبعد أن أكد على طموحات فريقه بالذهاب بعيدا في البطولة ، لم ينسى المواجهة الإفتتاحية قائلا:" عادة ما تكون المباراة الأولى مهمة في مثل هذه البطولات ونعوّل على خبرة العديد من اللاعبين في المنافسات الأفريقية ونأمل أن تكون تجربتهم دافعا لتحقيق نتيجة طيبة". لكنه نوه إلى أنها لن تكون حاسمة في تحديد مصير المتأهل للدور ربع النهائي.
من هو الأفضل؟
رغم أنها المواجهة الأولى لهما ، لكن عناصر كلا المنتخبين يطمحان لكسب "المعركة المعنوية" فهذا السؤال لطالما دار وطرح، لكنه سيعود بقوة طيلة دقائق المواجهة المباشرة ، وربما يستمر حتى نهاية مشوار أحدهما، فكلاهما يطمح للفوز للإجابة على سؤال "من هو الأفضل؟". تعج صفوف الفريقين بعناصر لامعة وقد اتخذت أماكن مرموقة لها في أكبر البطولات الأوروبية. المغرب تملك حسين خرجة المتمرس في البطولة الإيطالية والذي لعب مع إنتر ميلان وينشط حاليا مع فيورنتينا ، ومعه في ذات البطولة المدافع مهدي بن عطية لاعب أودينيزي ، أضف إليهما مروان الشماخ "آرسنال" وعادل تاعرابت "كوينز بارك رينجرز" في البطولة الإنجليزية ، ونجم الهجوم الآخر يوسف حجي في رين الفرنسي. على الطرف الآخر تملك تونس نجوما مميزة أمثال المدافعين كريم حقي "هانوفر" وعمار الجمل "كولن" والمهاجم سامي العلاقي "ماينز" في البطولة الألمانية ، ومعهم عصام جمعة نجم أوكسير الفرنسي ، إضافة إلى نجمي "الترجي" أسامة الدراجي و"الأفريقي" زهير الذوادي.
قدرة النجوم فوق أرضية التباري ، ترجمت في التصريحات التي أدلوا بها عن هذه المواجهة ، حيث اتفق أغلبهم على أهمية المباراة. أكد بن عطية :" ستكون مباراة دربي مع جارنا التونسي ، ولذلك يصعب التكهن بنتيجة اللقاء وهوية الفائز ، لكن أعتقد أننا قادرون على تقديم لقاء مثير وحماسي يمتع الجميع. أتمنى أن نفوز".
فيما أكد وسام بن يحيى أحد العناصر الهامة في المنتخب التونسي:"مواجهة المغرب لن تكون مصيرية لكنها هامة والمستوى متقارب بيننا. يضم المنتخب المغربي لاعبين يمتلكون مهارات فنية عالية لكن فريقنا يتميّز بانضباطه الخططي وحسن تعامله في هذه المواجهات."
الروح الرياضية .. اهم من الاحترافية
ردحذفخروج مبكر للمغرب العربى... بس خيرها فى غيرها
ردحذف